قصيدة الحزن
علمني حبك ان احزن
وانا محتاج منذ عصور لامراة تجعلني احزن
لامراه ابكي بين ذراعيها مثل العصفور
لامرأة تجمع اجزائي
كشظايا البلور المكسور
علمني حبك سيدتي اسوأ عادات
علمني افتح فنجاني
في الليلة الاف المرات
وأجرب طب العطارين
واطرق باب العرافات
علمني اخرج من بيتي
لامشط ارصفة الطرقات
وأطارد وجهك
في الامطار وفي اضواء السيارات
واطارد طيفك
حتي ..حتي
في اوراق الاعلانات
علمني حبك كيف اهيم علي وجهي ساعات
بحثا عن شعر غجري
تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه..عن صوت
هو كل الاوجه,والاصوات
ادخلني حبك سيدتي مدن الاحزان
وانا من قبلك
لم ادخل مدن الاحزان
لم اعرف ابدا ان الدمع هو الانسان
ان الانسان بلاحزن ذكري انسان
علمني حبك ان اتصرف كالصبيان
ان ارسم وجهك بالطبشور علي الحيطان
وعلي اشرعة الصيادين
علي الاجراس
علي الصلبان
علمني حبك
كيف الحب يغير خارطة الازمان
علمني اني حين احب
تكف الارض عن الدوران
علمني حبك اشياء
ماكانت ابدا في الحسبان
فقرأت اقاصيص الاطفال
دخلت قصور ملوك الجان
وحلمت ان تتزوجني بنت السلطان
تلك العيناها..اصفي من ماء الخلجان
تلك الشفتاها..اشهي من زهر الرمان
زحلمت باني اخطفها
مثل الفرسان
علمني حبك سيدتي مالهذيان
علمني كيف يمر العمر
ولاتأتي بنت السلطان
علمني حبك
كيف احبك في كل الاشياء
في الشجر العاري
في الاوراق اليابسة الصفراء
في الجو الماطر, في الانواء
في اصغر مقهي نشرب فيه مساء قهوتنا السوداء
علمني حبك ان آوي
لفنادق ليس لها اسماء
وكنائس ليس لها اسماء
ومقاه ليس لها اسماء
علمني حبك
كيف الليل يضخم احزان الغرباء
علمني كيف اري بيروت
امرأة طاغية الاغراء
أمرأة تلبس كل مساء
اجمل ماتملك من ازياء
وترش العطر علي خديها
للبحارة والامراء
علمني حبكان ابكي من غير بكاء
علمني كيف ينام الحزن
كغلام مقطوع القدمين
في طرق الروشة والحمراء
علمني حبك ان احزن
وانا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني احزن
لامراة ابكي بين ذراعيها
مثل العصفور
لامرأة تجمع اجزائي
كشظايا البلور المكسور
متي تفهم؟
متي يا سيدي تفهم؟
بأني لست واحدة
كغيري من صديقاتك
ولا فتحا نسائيا
يضاف الي فتوحاتك
ولا رقما من الارقام
يعبر في سجلاتك
متي تفهم؟
متي تفهم؟
ايا جملا من الصحراء لم يلجم
ويا من ياكل الجدري منك الوجه والمعصم
بأني لن اكون هنا
رمادا في سجاراتك
ورأسا بين الاف الرؤوس علي مخداتك
وتمثالا تزيد عليهوفي حمي مزاداتك
متي تفهم؟
متي تفهم؟
بانك لن تخدرني بجاهك او اماراتك
ولن تتملك الدنيا بنفطك وامتيازاتك
وبالبترول يعبق من عباءاتك
وبالعربات تطرحها علي قدمي عشيقاتك
بلا عدد فأين ظهور ناقاتك
واين الوشم فوق يديك
اين ثقوب خيماتك
ايا متشقق القدمين
ياعبد انفعالاتك
ويامن صارت الزوجات
بعضا من هواياتك
يكدسهن بالعشرات فوق لذاتك
تخيطهن كالحشرات
في جدران صالاتك
متي تفهم؟
متي ايها المتخم
متي تفهم باني لست من تهتم
بنارك او بجناتك
وان كرامتي اكرم من
الذهب المكدس بين راحاتك
وان مناخ افكاري غريب من مناخاتك
ايا من فرخ الاقطاع غي ذرات ذراتك
ويا من تخجل الصحراء حتي من مناداتك
متي تفهم؟
تمرغ بأمير النفط فوق وحول لذاتك
كممسحة تمرغ في ضلالاتك
لك البترول فاعصره علي قدمي خليلاتك
كهوف الليل في باريس..قد قتلت مرؤاتك
علي اقدام مومسة هناك
دفنت ثاراتك
فبعت القدس..بعت الله..بعت رماد امواتك
كأن حرب اسرائيل لم تجهض شقيقاتك
ولم تهدم منازلن
ولم تحرق مصاحفنا
ولاراياتها ارتفعت علي اشلاء راياتك
كاأن جميع من صبوا
علي الاشجار في يافا
وفي حيفا ..ليسوا من سلالاتك
تغوص القدس في دمها
وانت صريع شهواتك
تنام كأنما المأساة لست بعض مأساتك
متي تفهم؟
متي يستيقظ الانسان في ذاتك
من نزار قباني إلى حبيبته
[1]
يا حبيبة :
بعد عامين طويلين من الغربة والنفي
تذكرتك في هذا المساء
كنت مجنونا بعينيكِ
ومجنونا بأوراقي
ومجنونا لأن الحب جاء
ولأن الشعر جاء
[2]
يا صديقة :
عائد من زمن اللاشعر .. عاري القدمين
عائد دون شفاه
عائد دون يدين
إن حرب السنتين
كسرتني
كسرت سنبلة القمح التي تنبت بين الشفتين
جعلتني عاطلا عن عمل الحب ..
فلم أقرأ مزاميري لعينيكِ
ولا قابلت عصفورا غريبا
أو قصيدة
كنت أبكي ضاحكا مثل المجاذيب .. لأني
أستطيع الآن , يا سيدتي , أن أتذكر
مدهش أن أتذكر
مدهش أن أتذكر
ليس سهلا في زمان الحرب أن يسترجع الإنسان
وجه امرأة يعشقها
فالحرب ضد الذاكرة
ليس سهلا في زمان القبح
أن أجمع أزهار المانوليا
والفراشات التي تخرج ليلا من شبابيك العيون الماطرة
قذفتني هذه الحرب بعيدا عن محيط الدائرة
ألغت الخط الحليبي الذي ينزل من ثديك
نحو الخاصرة
أفقدتني ذلك الطهر الطفولي الذي يُدخلني مملكة الله ,
ويعطيني مفاتيح اللغات النادرة
فاعذريني .. إن تأخرت عن الوعد قليلا
فلقد كان وصولي مستحيلا
وبريدي مستحيلا
إن آلاف الحواجز
وقفت ما بين عينيك وبيني ..
أطلقوا النار على الحلم فأردوه قتيلا
أطلقوا النار على الحب فأردوه قتيلا
أطلقوا النار على البحر , على الشمس , على الزرع , على كتب الأطفال , قصوا شعر بيروت الطويلا
سرقوا العمر الجميلا
[3]
يا بعيدة :
أي أخبار تريدين عن الشعر وعني ؟
أخذوا بيروت مني
أخذوا , بيروت , يا سيدتي , منك ومني
... ...
[4]
يا رقيقة :
جاءني هاتفك اليوم خجولا مثل عطر البرتقال
سائلا عني .. وهل أجمل من هذا السؤال ؟
إنني أحيا
ولكن ما الذي يعنيه يا سيدتي
أن يكون المرء موجودا على قيد الحياة ؟
إن تحبيني اسأليني كيف حال الكلمات
دخلتْ في جسد الشعر .. ألوف الطلقات
نحن من عامين .. لم نزهر .. ولم نورق .. ولم نطرح ثمر
نحن من عامين لم نبرق .. ولم نرعد
ولم نركض كمجنونين ـ يا سيدتي ـ تحت المطر
نحن من عامين
لم نخرج عن المألوف في العشق
ولم نخرج على اليومي والعادي
لم ندخل أقاليم الغرابة
آه .. كم عانيت من داء الكتابة
آه .. كم عانيت من موت الكتابة
شنقوني بخيوط المفردات
طردوني
خلف أسوار اللغات
أغلقوا في وجه حبي الطرقات
فتشوني
لم أكن أحمل إلا وردة الشعر
وحزني
وجنوني
لم أكن أحمل إلا أنت ـ يا سيدتي ـ بين عيوني
ولهذا أرجعوني
كنت ـ يا سيدتي ـ في موقع الحب
لهذا لم أكن في جملة المنتصرين
كنت يا سيدتي في جانب الشعر .. لهذا
صنفوني بورجوازيا صغيرا
وأضافوني إلى قائمة المنحرفين
لم أكن في زمن القبح قبيحا
إنما كنت صديق الياسمين
نهري
الاحزان
عيناك ..كنهري
احزان
نهري موسيقي
حملاني
لوراء ..وراء
الازمان
نهري موسيقي
قد ضاعا
سيدتي ثم
اضاعاني
الدمع
الاسود..فوقهما
يتساقط
انغام بيان
عيناك وتبغي
وكحولي
والقدح
العاشر
اعماني
وانا في
المقعد
محترق
نيراني تأكل
نيراني
أأقول احبك
ياقمري؟
اه لو كان
بامكاني
فانا لا املك
في الدنيا
الا عينيك
واحزاني
سفني في
المرفأ
باكية
تتمزق فوق
الخلجان
ومصيري
الاصفر
حطمني
حطم في صدري
ايماني
أأسافر دونك
ليلكتي!؟
ياظل الله
باجفاني
ياصيفي
الاخضر
ياشمسي
يا اجمل اجمل
الواني
هل ارحل عنك ..وقصتنا
احلي من عودة
نيسان
احلي من زهره
غاردنيا في
عتمة شعر
اسباني
ياحبي
الاوحد
لاتبكي
فدموعك تحفر
وجداني
اني لا املك
في الدنيا
الا عينيك
واحزاني
أأقول احبك
ياقمري ؟
آه لو كان
بامكاني
فانا انسان
مفقود
لا اعرف في
الارض مكاني
ضيعني دربي
ضيعني اسمي
ضيعني
عنواني